g

glob

vendredi 18 décembre 2020

قصة مجنون ليلى..قيس بن الملوح

 عاش قيس وليلى في ديار بني عامر القريبة من جبل التوباد يرعيان لأهلهما الغنم، وقد كان ذلك في خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، واشتدت العلاقة بين هذين الصغيرين وكبرت حتى عشق كل منهما الآخر وفي تلك الحياة الرومانسية الخاصة احتفظت ذاكرتهما بمواقف باسمة شهد عليها المكان والتاريخ قال قيس

 تعلقت ليلى وهي غرُّ صغيرة 

ولم يبدُ للأتراب من ثديها حجم 

صغيران نرعى البهم ياليت أننا 

إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

أراد قيس أن ينهي صراع غرامه لليلى فتقدم لعمه في مراده لكنه رفض، وقد كان السبب الرئيسي في الرفض ما كان سائداً من عادات عربية تنبذ العشق، حيث كانوا يعاقبون العشاق بالحرمان من بعضهما كأبسط عقاب يلحق بهما أعلن والد ليلى رسمياً أنه سيحرم قيساً منها، وأخذها راحلاً بها إلى تيماء ليبتعد عن كلام الناس، مما أدى إلى اشعال نيران 
الغرام والشوق بين العاشقين إلى أن صار اسمهما نجماً لامعاً في سماء الغزل والغرام




زواج ليلى
 تقدّم لليلى في ذلك الوقت خاطب آخر اسمه ورد بن محمد العُقيلي من ثقيف، وأعطى عشراً من الإبل مع راعيها، فوافق والد ليلى على هذا الزواج، وزوّج ابنته من ورد رغماً عنها، فرحلت مع زوجها للطائف، وظلّ قيس يعاني من شدّة الوجد وألم الفراق، فصار يبتعد عن الناس، ويطارد في البرّية، ويكلّم نفسه، وظلّ هكذا إلى أن مات


لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز


وروي أن أبا قيس ذهب به إلى الحج لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلي، وقال له: تعلّق بأستار الكعبة وادعُ الله أن يشفيك من حبها، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال: " اللهم زدني لليلي حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا "


وحكي أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى في يوم شاتٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع كبار قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة، فأنشده قيس قائلاً


بربّك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفّت عليك قرون ليلى
رفيف الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك
وصوب الغانيات شملن فاها


فقال له ورد: أما إذ حلّفتني فنعم

فقبض قيس بكلتا يديه على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه



تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيام لا أعدي على الدهر عاديا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة       وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا

أمر على الديار ديار ليلي       أقبل ذا الجدارَ وذا الجدارَ

وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارَ


وقال



ألست وعدتني ياقلبُ أنّي

اذا ماتُبتُ عن ليلى تتوبُ

فها أنا تائبٌ عن حُبِ ليلى

فما لك كلما ذُكرت تذوبُ


وقد كانت ليلى تبادله العشق فقالت فيه

كلانا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكين
تحدثنا العيون بما أردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين


خرج رجل إلى الشام فصار بتيماء، فمر بخيمة عظيمة وقد أصابها المطر فتنحنح فإذا بامرأة تكلمه قائلةً: انزل، فنزلت وراحت إبلهم وغنمهم فقالت يا عبد الله، ما وطئت من بلاد نجد؟ فقلت: كلها ،فقالت بمن نزلت ؟فقلت :ببني عامر فتنفست ليلى الصعداء وقالت: هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس يلقب بالمجنون؟ فقلت أي والله نزلت بأبيه ونظرت إليه ، فسألت ليلى عن حاله ،قلت: لا يعقل ولا يفهم إلا أن تذكر له ليلى فيبكي وينشد أشعاراً ،فبكت ليلى وانتحبت حتى ظننت والله أن قلبها قد انصدع فقلت أيتها المرأة أما تتقين الله فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكاء ثم قالت ليلى

 ألا ليت شعري والخطوب كثيرة 
متى رحل قيس مستقل فراجعُ 
بنفسي من لا يستقل برحله
 ومن هو إن لم يحفظ الله ضائعُ 

ثم بكت حتى غشي عليها فلما أفاقت قلت ومن أنت يا أمة الله ؟ قالت أنا ليلى المشؤومة عليه غير المواسية له فما رأيت مثل حزنها عليه 

رحلت ليلى عن الحياة دون أن تودع قيساً وتعبر له عما يدور في خاطرها تجاهه كما أنه لم يلق إليها النظرة الأخيرة وقد وجد في الديوان المنسوب إلى أبي بكر الوالبي نص قاطع بوفاتها قبله وذلك أنه مر به فارسان فنعيا إليه ليلى وقالا له مضت لسبيلها فقال 

 أيا ناعيي ليلى بجانب هضبة 
أما كان ينعاها إلي سواكما 
ويا ناعيي ليلى بجانب هضبة
 فمن بعد ليلى لا أمرت قواكما 
ويا ناعيي ليلى لقد هجتما لنا
 تباريح نوح في الديار كلاكما 
فلا عشتما إلاحليفي مصيبة 
ولا متما حتى يطول بلاكما 

ثم مضى إلى أن دخل ديار ليلى واهلها فقدم عليهم وعزاهم وسألهم أن يدلوه على قبرها فلما عرفه رمى بنفسه عليه وأنشد

 أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت 
عليك نساءُ من فصيح ومن عجم 
ويا قبر ليلى أكرمن محلها 
يكن لك ما عشنا بها نعم 
ويا قبر ليلى ما تضمنت قبله
ا شبيها لليلى ذا عفاف وذا كرم


 ولم يطل الزمان بقيس حيث لحق بمعشوقته



توفي قيس سنة 68 هـ الموافق 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله. وروي أن امرأة من قبيلته كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فإذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم أنه ما زال حيًا وفي أحد الأيام وجدته لم يمس الطعام فأبلغت أهله بذلك فذهبوا يبحثونَ عنه حتى وجدوه في وادٍ كثير الحصى وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند رأسه خطهما بإصبعه هما



تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِوماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةًفيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

2 commentaires:

Everquest Titanium - The World's Tintin, No. 1
You can't titanium cerakote have a titanium watch smartphone without everquest titanium. babyliss pro nano titanium hair dryer Featuring an amazingly cool 2017 ford focus titanium titanium design, this classic titanium dioxide skincare design and a stunning design is



افضل المحامين في السعودية، وبالأخص أفضل المحامين فى الرياض
مكتب آل عثمان
https://www.alothmanlaw.sa/