g

glob

vendredi 27 juillet 2018

رسائل الحب بين السلطان سليمان و «روكسلانا» (أو هيام )...حققت غايتها وأهدافها بفضل الذكــاء والطمــوح والحـــب


يروي المسلسل التاريخي «حريم السلطان» قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلاديا وحتى وفاته سنة 1566 ميلاديا. وهي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي أوصل بحكمه الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها. ويعتبر أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. تدور أحداث المسلسل التاريخي «حريم السلطان» خلال فترة القرن السادس عشر، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف (بالحرملك السلطاني)، ويذكر ان السلطان قام بعلاقة حب جمعته مع إحدى الجاريات التي اصبحت لاحقاً زوجته وذات نفوذ وتأثير كبير على حياة السلطان والدولة العثمانية بأكملها… وهي هيام في المسلسل.

ولكن من الأمور اللافتة في مسلسل حريم السلطان، هي الأشعار التي يكتبها السلطان سليمان والسلطانة هيام لبعضهما!
أشعارٌ جميلةٌ يفوح منها عطر الحب! ولكن هل كنتم تعرفون أن هذه الأشعار حقيقية؟! نعم فإنها مأخوذةٌ من كتاباتهما التاريخية والتي لا تزال موجودةً حتى اليوم ومعروضةً في تركيا على أنها من الكنوز الأثرية! ومن الواضح أن المخرج والكاتب استعانا بها لكتابة نصوص المسلسل 


ومن الأشعار التي كتبتها هيام للسلطان 

-“سيدي، إن غيابك عني قد أجج ناراً لا ينطفئ لهيبها.
ارحم هذه الروح المعذبة وسارع في الجواب، 
لأنني قد أجد فيه ما يخفف عني. سيدي،
حين تقرأ كلماتي ستتمنى لو أنك كتبت إلي أكثر للتعبير عن شوقك.”
– “يا سيدي انت شمسي وسلطاني ومنبع سعادتي,
أريد أن اسجد والثم قدميك بدموعي وقبلاتي …. إن حبي لك جنوني”
– “يا سيدي وسلطاني مضى شهر ونصف الشهر دون ان أتلقى أخبارا من سلطاني .
لا اعرف طعم الراحة من دون أن أرى وجهك كل يوم ,
وامضي ليلى ونهاري في الندب والبكاء …. 
لقد أثقلت على حياتي وضاق العالم في عيني وأنا بعيدة عنك ……
إني أترقب رؤيتك بفارغ الصبر»
ومن أهم رسائل العشق التي كتبها السلطان سليمان إلى هيام 
عرش محرابي الوحيد، ثروتي، حبي، وضياء قمري.

يا أعز أصدقائي، كاتمة أسراري، وجودي، سلطانتي، وحبي الأول والوحيد.
يا أجمل الجميلات…
يا ربيعي، حبي المرح، نهاري، قلبي، وورقتي الضاحكة…
يا حديقتي، زهرتي الحلوة، الوحيدة التي لا تحمـِّلني هموماً في هذا العالم...
يا اسطنبولي، قرماني، وأرض أناضولي
يا بادخشاني، وبغدادي وخراساني
يا امرأتي ذات الشـَعر الجميل، وحبي للحاجب المعقوص، وحبي للعيون الملآى بالغواية…
سأنشد مدائحك دوماً
فأنا، المحب ذو القلب الملوع، المحب ذو العيون الملآى بالدموع، حقاً سـعـيـد.
السلطانة هيام... المرأه التي غيرت مجرى التاريخ


ولكن من هي السلطانة هيام؟
بدأت هيام حياتها واسمها «روكسلانا»، فتاة أوكرانية من بلدة روهاتين وكان والدها راهباً مسيحياً! اختطفت روكسلانا أثناء هجمات التتار المعتادة على البلدات الصغيرة وبيعت جارية لقصر السلطان سليمان القانوني. وكتب الديبلوماسي النمساوي هانز ديرنشاوم الذي امضي بعض الوقت فى اسطنبول عام 1555فى مذكراته فيقول:
« ان سليمان وقع فى حب تلك الفتاه المجهولة العائلة والتي يغلب الظن انها من اصل روسي فأعتقها وتزوجها وسمح لها بالانتقال للعيش معه في نفس القصر “
يختلف المؤرخون على كيفية وصول روكسلانا إلى مكانتها الرفيعة ولكن يتفقون على أن تأثيرها على السلطان كان أسطورياً! وقد كتب درنشاوم أيضاً أن طلباتها كانت مستجابة من دون شرط أو قيود وأنها تمكنت من تغيير بعض العادات والتقاليد المهمة جداً في السلطنة العثمانية كتغيير مقر الحرملك لتكون على مقربةٍ من السلطان وأيضاً بناء باب يصل غرفتها بغرفته كما تمكنت من جعل السلطان يتزوج بها خلافاً للأعراف! ويقول السفير النمساوي غيزان دوبوسبك الذي خدم في السلطنة عام 1555 التالي :”من المهم أن نعرف أن روكسلانا حققت غايتها وأهدافها بفضل الذكاء الطموح والحب!”
يتفق 90% من المؤرخين على أن هيام كانت أفعى ولقبوها أيضاً بالأفعى اليهودية قائلين إنها هي من حرضت السلطان على جرائم بحق العائلة المالكة وإنها كانت تنصب الأفخاخ لإبنه مصطفى ولي العرش! ولكن باقي العلماء يعترفون بأفضالها وأعمالها الخيرية الذي شملت مكة المكرمة والقدس كما بنت مستشفيات ومدارس وأسست منشأتين لإطعام الفقراء وغيرها من الأعمال الخيرة. أصبحت السلطانة هيام والدة لرجل يعدّ من أعظم السلاطين العثمانيين وهو سليم الثاني!


إعـــداد محمـــد الماطري صميدة

0 commentaires: