إبليس ذلك الشيطان اللعين المطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى ألد الخصام وألد الأعداء للبشر وأكثر المخلوقات كرهاً لهم حيث أن قصة ذلك اليائس من رحمة الله المطرود منها كانت مع بداية خلقة سيدنا ادم و أمنا حواء منذ أن أمره الله عز و جل بالسجود له ، لكنه أبى ، تكبر وأخذه الغرور فكيف يسجد لأدم المخلوق من طين وهو مخلوق من نار فقد تملك الغرور منه ولم ينفذ أمر الله بالسجود فكانت اللعنة الإلهية والطرد من رحمة الله بسبب أدم إذن البشر هم السبب فيما حدث له هكذا فسرها إبليس في نفسه ، من هنا بدأ الكيد و الإغواء وتزيين المعاصي بداية من أدم إنتهاء بأبنائه وذريته البشر وحتى قيام الساعة حيث قام إبليس اللعين بإغواء ادم وحواء من اجل أن لا يلتزما بأمر الله بأن لا يأكلا من الشجرة التي نهاهم الله عن الأكل منها بحجة أنهم سيكونون من الخالدين وبالفعل تمكن الشيطان منهما بالغواية والوسوسة وكانت النتيجة نزولهما إلى الأرض والخروج من الجنة
خلق الله تعالى الشيطان للعديد من المصالح والحكم التي لا يعلمها إلى الله، ومنها: تربية العباد زيادة خوف المؤمنين والملائكة من ذنبهم بعد مشاهدة سقوط إبليس من المرتبة الملكية إلى المنزلة الشيطانية، الأمر الذي دفعهم لعبادة الله عبادة أخرى، والخوف والخضوع له. تقديم عبرة لمن يتكبر عن طاعته، ويخالف أمره، ويصر على معصيته، مثلما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن يعصي أمره. امتحان العباد، ليفرق بين طيبهم وخبيثهم، وليميز بينهم. محبته لحكمته، وعدله، حيث خلق من يُظهر فيهم حكمته، وعدله. إبراز صفات الله وقدرته إظهار كمال قدرته في الخلق، فقد خلق الملائكة، وجبريل، والشياطين، وهو خالق الأضداد كالجنة والنار، والسماء والأرض، والحر والبرد، والطيب والخبيث. إظهار حسن الضد بضده، فلولا القبح لم تعرف فضيلة الجميل، ولولا الفقر لم يعرف قدر الغني، وغيره. زيادة الشعور بالصبر، والرضا، والتوكل على الله، بالإضافة لتوطيد المحبة والإنابة، حيث تتحقق هذه العبودية بالجهاد، وتقديم محبة الله على ما سواها. إظهار عجائب قدرة الله، ولطائف صنعه ما وجوده أنفع لأوليائه من عدمه. إظهار آية الخلق من نار فالمادّة النارية فيها العلو، والإحراق، والإشراق، والنور، والإضاءة، فأخرج منها سبحانه هذا وهذا، كما وأظهر محتوى المادة الترابية الأرضية، ففيه الخبيث، والطيب، والأحمر ، والأسود، والأبيض. إظهار أحكام أسمائه، فمن أسمائه الخافض، والمعزّ، والمذلّ، والرافع، والحكم، والعدل، والرحمة، والرزق، والإحسان. إظهار عموم تصرفه وتنوّعه بالعقاب، والثواب، والإكرام، والفضل، والإذلال، والإعزازا، فله سبحانه الملك التام. إظهار صفاته وحكمته، فمن أسمائه الحكمة والحكيم، وحكمته تتطلب وضع كلّ شي في مكانه الذي يليق به. إظهار كماله، فحمده سبحانه تامّ كامل من كافّة الوجوه، فهو محمود على عدله، وخفضه، ومنعه، وإهانته، وانتقامه، كما أنه محمود على عطائه، ورفعه، وفضله. إظهار صبره، وحلمه، وسعة رحمته لعباده، لذلك اقتضي خلق من يضادّه في حكمه، ويسعى لمخالفته، وهو مع ذلك يرزقه أنواع الطيبات، ويعافيه، ويمكن له من أسباب ما يستمتع به من نعم، كما يكشف عنه السوء، ويجيب دعاءه
0 commentaires:
Publier un commentaire