g

glob

dimanche 14 janvier 2018

ما هو هيكل سليمان

ما هو هيكل سليمان


سُليمان بن داود عليهما السلام

 سُليمان بن داود عليهما السلام، هو نبيُّ من أنبياء الله الصالحين، أتاهُ اللهُ حكمةً كبيرة، ومُلكاً عظيماً، وسخّر له الجنّ والريح والطير يطيعونه فيما يأمرهم، فهو الذي سمع نملة تَأْمُرُ جماعةَ النملِ أن يدخلوا في مساكنهم؛ حتى لا يحطمهم سليمان وجنوده، وهو الذي حاور الهُدهد لَمَّا جاءه بخبرِ ملكة تعبد الشمس من دون الله، وهي (ملكة سبأ، الملكة بلقيس)، وهو الذي أمر الجنيَّ أن يأتيه بعرشِ (بلقيس) بلمح البصر، وقد قامَ سليمان عليه السلام بعمارة البيت المقدس

 وأقام سورا حول مدينة القدس، واستمر في ذلك سبع سنوات، وبعد انتهاءه من عمارة وإعادة تجديد بيت المقدس قام عليه السلام ببناء هيكل عظيم، (والهيكل هو مكان للتعبد فيه، تماما كالمسجد عند المسلمين أو الكنيسة عند المسيحيين)، وأتمَّ بناء هذا الهيكل بعد ثلاثةَ عشر عاماً، ويُعد هيكل سليمان نقطة محورية وساخنة في صراعِ المسلمين مع اليهود، حيث يعتقدُ اليهود أنَّ هذا الهيكل موجودٌ في مكانٍ ما بالقدس الشرقية، وتحديداً تحت المسجدِ الأقصى، بينما يعتقد المسلمون أنَّ البحث والتنقيب عن هذا الهيكل المزعوم ما هو إلاَّ مخطط يهودي لتدمير المسجد الأقصى، ولكي يتضح الأمر لنا، سوف نقوم فيما يلي بتتبع تاريخ هذا الهيكل، ثم نُوضِّح أسبابَ اعتقاد اليهود بوجودِ الهيكل أسفل المسجد الأقصى، وبعدها نوضح أسبابَ اعتقاد المسلمين بأنّه مخططٌ لهدمِ المسجد الأقصى


هيكلُ سُليمانَ في التاريخ

 عهدِ سُليمان عليه السلام
 لقد أتمَّ سُليمانُ عليه السلام بناء هيكل عظيم؛ لغرض التَّعَبُّدِ ولحفظِ الوصايا العشر فيه

 عهدِ البابليين
 في العام خمسمائةٍ وسبعةٍ وثمانين قبل الميلاد (587 ق.م)، حاصرَ نبوخذ نصر (ملك بابل) مدينة أورشليم (القدس) التي كانت عاصمة مملكة يهودا، واستمر هذا الحصار لمدة سنة كاملة؛ ذلك لأنَّهم تمردوا عليه وعصوه مرتين، فرفضوا أن يدفعوا الجزية له، كما واستعانوا بالمصريين لمحاربة البابليين، وبعد سنةٍ من الحصار دخل البابليون مدينة القدس، فَسَبُوا كلَّ من فيها بما فيهم الملك، وقاموا بحرق الهيكل

 عهدِ الفُرس
 في العام خمسمائة وتسعة وثلاثين قبل الميلاد (539 ق.م)، أسقطَ ملكُ الفُرس (قوروش) البابليين، وسمحَ لليهود بالعودة إلى أورشليم، كما أعطى الإذن لهم بإعادة بناء هيكل سليمان، فأعطاهم المال الوفير، وأعطاهم كلَّ ما سُلبَ من الهيكل على عهد البابليين

 عهد الإغريق
 في العام مائة وخمس وستون قبل الميلاد (165 ق.م)، قام الملك السلوقي (أنطيخوس الرابع) بتحويلِ هيكل اليهود إلى معبد لما يُسمى والعياذ بالله (الإله زيوس)، كما أرغمَ اليهود على اعتناق الوثنية؛ وذلك لمَّا علم أنهم سوف يتآمرون على حكمه

 عهد الرومان
 في عام ثلاثة وستين قبل الميلاد (63 ق.م)، دخل القائد (بومبي) أورشليم، وهو من قادة الرومان، فأعطى اليهود حُكماً ذاتياً، واستمرَ الحالُ على ذلك حتى العام الميلادي سبعين، وفيه تَمرَّدَ اليهودُ على الرومان، فقام القائد (تيتوس) بحرقِ الهيكل وقام بقتل عددٍ من اليهود، وقد كانت هذه آخر المرات التي تم حرق وهدم الهيكل فيها


رواية اليهود عن الهيكل المزعوم 
لقد وصَفت التوراة عند اليهودِ هيكلَ سُليمان بأحلى الأوصاف، وأبهى العبارات، فهو مركزُ عبادتهم قديما، ورمز تاريخهم، وقد بناهُ الملك سليمان بسبعِ سنوات، مُستعينا بمائة وثمانين ألف عامل، وأنَّ الغزاة دمروه وأحرقوه طمعاً بما فيه من خيرات، وأنَّه أُعيد بناءه في فترة ستٍ وأربعين سنة أخرى في عهد ملك صالح، كما كتبوا في وصف محتوياته وأبوابه وأسواره وساحاته وأجزائه

 ما هو الهيكل عند اليهود
 يدَّعي اليهود أنَّ هذا الهيكل قد بناه مَلِكُهُم سُليمان فوق جبل الهيكل أو جبل موريا، (وهو جبل بيت المقدس الذي يقع عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة)، كما يدّعي اليهود على غير حق أنَّ حائط البراق (وهو حائط المبكى بالنسبة لهم) هو من بقايا هذا الهيكل المزعوم، ويدَّعي بعض اليهود خصوصاً الأشكنازية منهم، أنّ هذا الهيكل تحت الحرم القدسي، كما يعتقد بعضهم أنَّ الهيكل قد بُنِيَ على جبلِ جرزيم بنابلس، ويرى بعض المؤرخين اليهود أن هذا الهيكل لا أساس لوجوده وأنه محضُ خُرافات

مُعتقدات اليهود عن الهيكل   
يصومُ اليهود يوماً في السنة، معتبرين أنّ هذا اليوم هو اليوم الذي هُدِمَ فيه الهيكل. يقومُ اليهود بِتَكْسِير الكأس في طقوس الزواج، لكي يتذكروا هَدْم الهيكل. كما ويعتقد اليهود أنَّ بناء الهيكل سيتم بعد ظهور بقرة حمراء، لا عيبَ فيها، فتُحرقُ بعد ظهورها أو ولادتها بثلاث سنوات، ثم يتم الاغتسال برمادها فيقوم المغتسلون منهم ببناء الهيكل المزعوم

إحياءُ فكرةِ إعادة بناء الهيكل 
في بداياتِ القرن التاسع عشر، خرج بعضُ المفكرين اليهود بفكرةِ جمع اليهود في أرض الميعاد، وإقامة الدولة اليهودية، ولتحقيق هذا الأمر كان لابُدَّ من البحثِ عن أسبابٍ مقنعةٍ لإقناع اليهود حول العالم بالهجرة إلى أرض الميعاد تلك، وما من سبب أكبر من انتماء ديني وتاريخي لأرضٍ هُجِّرَ اليهودُ منها، وبالفعل فقد تم اللعب على الوتر الديني والعقائدي، بأن خرجت فكرةُ الهيكل المزعوم وإعادة بناءه من جديد، وأنَّ فلسطين هي أرض اليهود التي هُجِّروا منها عُنوة منذ زمن، وأنَّ القدسَ هي عاصمةُ الدولةِ اليهودية، لقد كبرت الفكرة شيئاً فشيئاً، حتى تجسَّدت على أرضِ الواقع بمؤتمر الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، ثم وعد بلفور الشهير، والذي أعطى وزير الخارجية البريطاني بموجبه وعداً لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين، وفي يوم العشرين من آذار/مارس للعام الميلادي ألف وتسعمائة وثمانية عشر (20/3/1918م)، بدأت النوايا تظهر على أرض الواقع خصوصاً بعد تقديم بعثة يهودية طلباً للحاكم العسكري البريطاني، مضمونه أن يتمَّ السماح ببناء جامعة عبرية في القدس، وأن يتم تسليم حائط البراق أو ما يسمونه بحائط المبكى لليهود


0 commentaires: